الشهيد العلامة محمد العدوي 1904 – 1958 م

- المولد والنشأة:

ولد الشهيد الشيخ العلامة جعفر محمد المدعو الشيخ العدوي بتاريخ 05 فيفري 1904م، بسلمان بلدية اولاد دراج ولاية المسيلة، نشأ في قريته كأقرانه على رعي الغنم وفلاحة الارض، لم يتمكن من تعلم مبادئ القراءة والكتابة بسبب عدم وجود من يلقنه في ذلك الوقت، بالاضافة إلى دور الادارة الفرنسية التي تعمل على تجهيل الشعب الجزائري.

لما بلغ سن الـ 14 توفي أبوه فقرر أعمامه تزويجه ، وهنا برز شغفه بالعلم فسافر من قريته إلى بلاد زواوة طالبا للعلم وهو في سن الـ 15، حيث وفقه الله لحفظ القرآن الكريم كاملا، وبعد التنقل بين عدة مدن جزائرية اتجه صوب تونس ليكمل دراسته بجامع الزيتونة، حيث مكث في تونس 20 سنة طالبا للعلم ومدرسا له بعد حصوله على الشهادة العالمية.

2- عودته إلى الجزائر:

في سنة 1950م سافر الشيخ البشير الابراهيمي إلى تونس معرفا بالقضية الجزائرية باحثا على الدعم والسند، وخلال تجواله ولقاءاته بعلماء الزيتونة، أرشدوه إلى الشيخ محمد العدوي، فهب إلى التعرف عليه وأعجب به وعرض عليه العمل مع جمعية العلماء المسلمين، وأن الجزائر بحاجة إلى علمه، فقبل بذلك

3- نشاطه النضالي مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:

بدأ نشاطه الدعوي بالتدريس في معهد ابن باديس، بالنهار يلقن الطلبة العلم والمعرفة، وبالليل يلقي الدروس والمواعظ بمساجد المدينة، كما كان بين الفينة والأخرى يتنقل بين الجامع الأخضر وثانوية حيحي المكي لإلقاء دروسه على الشباب بغية توعيتهم.

ذاع صيته في كل مكان وشاع ذكره على كل لسان، حيث كان في مختلف لقاءاته ودروسه ونشاطاته يغرس في نفوس مستمعيه حب الوطن، ويذكرهم بقضية تحرير الجزائر من نير الاستدمار الفرنسي، وما كان نشاطه هذا ليخفى على الادارة الاستعمارية فكانت تضايقه باستنطاقه وتفتيش بيته.

وكان لدروسه في العامة وقع عظيم في نفوس الجزائريين، لبساطة افكاره وصدق قلبه وحسن اسلوبه.

وكان يركز في دروسه على ثلاثة اشياء:

- فرنسا وخبثها وفضائع جرائمها وتنكيلها بالمواطنين واعتدائها على الدين.

- الشيوعية التي كان يتهمها بالإلحاد وإفساد العقائد والاخلاق.

- العقائد الفاسدة والعادات السيئة المنتشرة والخرافات والضلالات الرائجة.

4- استشهاده:

جراء الخطب والدروس كان يعتقل من طرف الشرطة، يستنطق ويهدد ثم يطلق سراحه، فيعود مرة اخرى إلى نشاطه الدعوي التوعوي غير مبال بالتهديدات الفرنسية، فاعتقل في سبتمبر 1957م، فاستنطق وعذب وأرسل إلى سجن الكدية، ومنه إلى مركز التعذيب بحامة بوزيان، ليغتال رفقة زملاء له في جانفي 1958م

المرجع المعتمد:

- سعدي خميسي، شخصيتا عيسى المعتوقي ومحمد العدوي ودورهما في نشر العلم ومساهمتهما في ثورة التحرير الوطني، الملتقى الوطني تاريخ وأعلام منطقة الحضنة، بتصرف.

 

 

 

التعليقات ( 0 )

لا تعليق