مولده ونشأته:
ولد أحمد مصالي الحاج في 16 ماي 1898م، بحي الرحيبة بمدينة تلمسان التابعة آنذاك إلى عمالة وهران، والده هو الحاج أحمد مصالي، والذي كان يشتغل فلاحا آنذاك، التحق بالمدرسة الأهلية الفرنسية "ديسيو" ودخل الكتاب العربي بجامع سيدي الوازن، وحفظ عدة أحزاب من القرآن الكريم، تلقى التربية الدينية في زاوية الحاج محمد بن يلس بتلمسان، امتهن عدة حرف منها الحلاقة، وعمل في عدة أماكن لإعانة عائلته وهو في سن صغير، وبعد اشتغاله في مختلف الاعمال والمهن قام معلم من حيه بإعادة دمجه في المدرسة المخصصة للشباب الجزائري بعد مغادرته لمقاعد التعليم، عمل حينها مصالي الحاج على تثقيف نفسه للحصول على شهادة وتحسين مستواه ومعلوماته، وكان مصالي الحاج رياضيا محبا للفنون والثقافة، بما في ذلك المسرح والموسيقى، إضافة إلى حبه للمطالعة، وهو ما جعله يتحلى بشخصية ذات قدرة عالية على التنظيم والنضال، أهلته لقيادة جهاد الشعب الجزائري ضد الاستعمار منذ صغره.
نضاله الفكري والسياسي:
كان مصالي من بين الرافضين للتجنيد الإجباري للخدمة العسكرية الفرنسية، فشارك في مظاهرة ضد قرار التجنيد في تلمسان، غير أنه وفي سنة 1918 استدعي للخدمة العسكرية، وهو لايزال شابا صغيرا لم يبلغ العشرين سنة من عمره، وتم نقله إلى وهران ومنها إلى مرسيليا في أفريل 1918م، وفي عام 1920م رقي إلى رتبة رقيب، وبعد انقضاء مدة 3 سنوات من الخدمة العسكرية الاجبارية تم تسريحه في 28 فيفري 1921م، وهو يحمل رتبة عريف وعاد إلى مسقط رأسه بتلمسان، وكان على زيارة غير متقطعة لفرنسا ثم انتقل للعيش بفرنسا بسبب الظروف الاقتصادية التي كان يعاني منها، وخلال تواجد هنالك تعرف على الحياة الديمقراطية، واختلط ببعض التيارات السياسية الفرنسية، وكان يعمل على تكوين نفسه بالاطلاع على مختلف أخبار العالم، وكان يهتم بقراءة الكتب التاريخية والسياسية والاقتصادية.
كان مصالي منغمسا في التيار السياسي وكان يبحث عن طريق سياسي ينتهجه لتجسيد أفكاره ورغباته التي تهدف لاسترجاع الأرض فكان يعمل على إقامة تجمعات من أجل حماية العمال المهاجرين في فرنسا.
تأثر مصالي الحاج بالدعايات التي كانت تنظمها المنظمات الشيوعية، فشارك في اجتماعات الحزب الشيوعي، وبعد معرفته لاتجاهات وأهداف هذا الحزب انخرط فيه، واتخذ هذا الحزب حليفا سياسيا لتجسيد أفكاره الثورية في الميدان.
لقد ساهم مصالي الحاج في تأسيس العديد من الأحزاب السياسية التي ناضلت لاستقلال الجزائر وأصبح يلقب بأبي الحركة الوطنية، ترأس حزب نجم شمال افريقيا، وفي عام 1937 ترأس حزب الشعب الجزائري بعد حل نجم شمال إفريقيا من طرف الاستعمار، تعرض للسجن ومصادرة أملاكه عدة مرات بسبب نشاطه السياسي المعارض لفكرة دمج الجزائر مع فرنسا، وفي 1946م ترأس حركة الانتصار الحريات الديمقراطية، وتم في مؤتمرها الأول اتخاذ قرار الإبقاء على حزب الشعب الجزائري سرا، وإنشاء منظمة شبه عسكرية مهمتها التحضير للثورة المسلحة، لكن موقف مصالي الحاج من الثورة الجزائرية بقي محل نقاش واسع بين المؤرخين منهم من قال أن مصالي كان مساند للثورة ومنهم من قال أنه فضل الحل السلمي والسياسي لنيل الاستقلال، في 04 مارس 1962 صرح مصالي بأنه مستعد لبناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية وأعلن عن انشاء حزب سياسي يحمل اسم "حزب الشعب الجزائري" إلا أن القانون الجزائري بعد الاستقلال كان لا يسمح بإنشاء أحزاب سياسية.
وفاتـــــــــــه:
توفي رحمه الله اثر إصابته بمرض السرطان في 03 جوان عام 1974م بأحد مستشفيات باريس، ودفن بمسقط رأسه بتلمسان.
المرجع :