مولده ونشأته:
ولد المجاهد فرحات عباس مكي يوم الخميس الموافق لـ 24 أوت 1899م، بدوار الشحنة الواقعة بمنطقة بني عافر الجبلية، من عائلة محافظة تعمل على الفلاحة، عند بلوغه سن العاشرة أرسله والده إلى المدرسة الأهلية الفرنسية، وأتم مرحلته الابتدائية بمدينة جيجل، وبعد تحصله على الشهادة بتفوق التحق بالمدرسة الإعدادية بسكيكدة، وبعد نيله الشهادة التحق بالتعليم الثانوي بمدينة قسنطينة، وفي سنة 1921م نال فرحات عباس شهادة البكالوريا، والتحق بعدها بالخدمة العسكرية وفق قانون التجنيد الإجباري لأبناء الأهالي، وفي سنة 1923 أنهى خدمته العسكرية، والتحق بعدها بجامعة الجزائر العاصمة وسجل بكلية العلوم فرع الطب والصيدلة، وتخصص بالصيدلة،إلى جانب هذا التخصص كان يتردد كثيرا على كلية الآداب والتاريخ.
نشاطه السياسي والعسكري:
أكسب الوسط الجامعي فرحات عباس مؤهلات جعلته من أبرز نشطاء العمل النقابي، ثم رئيسا لجمعية الطلبة المسلمين الجزائريين بجامعة الجزائر سنة1926م، ثم نائبا لرئيس جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا، ثم رئيسا لها في سنوات 1927م- 1931م.
خلال الحرب العالمية الثانية تطوع للخدمة العسكرية وفي 22 ديسمبر 1942م، حرر فرحات عباس رسالة للسلطات الفرنسية وإلى الحلفاء طالب فيها بإدخال إصلاحات جذرية على الأوضاع العامة التي يعيشها الشعب الجزائري وطالب فيها بعقد مؤتمر يضم جميع المنضمات لصياغة دستور جديد للجزائر ضمن الاتحاد الفرنسي ولم يلقى فرحات عباس أي رد على هذه المطالب لذا أصدر الشعب الجزائري في فيفري 1943م، وقدم للحاكم العام منددا فيه بقانون الأهالي، وفي شهر مارس 1944م أسس أصدقاء البيان والحرية التي كانت تهدف إلى القيام بالدعاية لفكرة الأمة الجزائرية وكان يدعو إلى قيام جمهورية جزائرية مستقلة ذاتيا ومتحدة مع فرنسا، وبعد مجازر 08 ماي 1945م حلّ حزبه وألقي القبض عليه ولم يطلق سراحه إلا في سنة 1946م، وبعد صدور قانون العفو العام على المساجين السياسيين بعدها أسس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وأصدر نداءا أدان فيه بشدة ما اقترفته فرنسا من مجازر رهيبة، وعبر فيه عن أهداف ومبادئ حزبه التي لخصها في تكوين دولة جزائرية مستقلة داخل الاتحاد الفرنسي.
في أفريل 1956 حلّ فرحات عباس حزبه وانضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني في القاهرة، وبعد مؤتمر الصومام عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، قاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (1958-1961)، بعد الاستقلال تولى منصب رئاسة المجلس التأسيسي الأول، ثم وللعديد من الأسباب استقال فرحات من المنصب.
وفاتــــــــــــــــــــــــه:
في الـ: 23 ديسمبر عام 1985م، توفي المجاهد فرحات عباس رحمه الله نتيجة المرض الذي أصابه وثقل السنين.
المرجع المعتمد: