معركة حاسي غامبو 21 نوفمبر 1957م

معركة حاسي غامبو 21 نوفمبر 1957م

أحداث المعركة:

بعد انتفاضة "حاسي صاكة" في أكتوبر 1957م، وهجوم "تسلغة" في نوفمبر 1957، انقسم المجاهدون المهارية ( يستخدمون مهر الجمل كوسيلة للتنقل بالصحراء) إلى أفواج بغية تشتيت قوات العدو، ومن ذلك توجه فوج من هذه الأفواج يضم حوالي 65 مجاهدا، إلى حاسي غامبو بقيادة "محمد بن الهاشمي"و "فضيل بشراير".

في نوفمبر1957م تمكنت طائرات الاستطلاع الفرنسية من تقصي آثار أقدام المجاهدين على الرمال، فالمنطقة صحراوية ولاتسمح بالتخفي والتموية على طائرات العدو الفرنسية، خاصة وأنها لاتضم إلا بعض الحشائش الصغيرة المتفرقة في رمال المنطقة، والتي مثلت المكان الوحيد لتخفي المجاهدين.

وبعد الاطلاع على الصور، قرر العقيد بيجار " Marel Bigeard" محاصرة المجاهدين وأمر بإنزال الكتيبة الثالثة المتمركزة بتبلكوزة جنوب "حاسي غامبو" بالاعتماد على ستة  مروحيات عسكرية، ليتحرك بعدها رفقة النقيب كالس séCal وعدد من الجنود بالشاحنات إلى زاوية الدباغ ودعم خلالها بالكتيبة الرابعة بقيادة النقيب"للامبي Llamby " المتمركزة بهذه الزاوية.

وبعد تقدم عناصر الجيش الفرنسي في حوالي الساعة التاسعة والنصف نحو أماكن تمركز المجاهدين، تمكن المجاهدون من إصابة الرقيب الأول "سانتيناك Sentenac " فأردوه قتيلا، ليقتل بعده الملازم الأول " روهر Roher". والملاحظ أن خسارة إثنين من قادة فصائل الكتيبة الثالثة دفعت بالعقيد "بيجار" إلى إنزال الكتيبة الرابعة، وقد كان لتدخل هذه الأخيرة والتكثيف من عمليات القنبلة الجوية دور في ضرب صفوف المجاهدين الذين استمروا في مواجهة الجيش الفرنسي بأن حتى آخر طلقة لديهم، وبالرغم من تذرع جنود الجيش الفرنسي بأن أسلحتهم لم تعمل بشكل جيد بسبب الرمال، إلا أنهم في المقابل يعترفون بروح المجاهدين القتالية، ودفاعهم عن مناطقهم وتشبثهم بها.

نتائج المعركة:

في آخر المعركة كانت نتيجة الخسائر كبيرة على الطرفين، إلا أن هذه الخسائر برزت بشكل أكبر على الجيش الفرسي وذلك حسب شهادة الجندي الفرنسي "ريمون كلورواك"، فعلى الجانب الفرنسي تم إسقاط عدد من الطائرات، وقتل 12 جندي فرنسي، وجرح 08 آخرين، أما على مستوى جيش التحرير الوطني فاستشهد 32 مجاهد من بينهم "محمد بن الهاشمي"و"الفضيل بشراير" وأسر 10 آخرون بينما  انسحب البقية من ميدان المعركة، أين ستكون لهم مواجهات أخرى مع الجيش الفرنسي في "حاسي علي" يوم 7 ديسمبر 1957م، وقد تم بعدها وبقيادة النقيب"صوايي" التمثيل بالجثث وقتل الجرحى من المجاهدين.

المرجـــــــــع المعتمد:

- برمكي محمد، الجيش الفرنسي في الصحراء الجزائرية 195-1962، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، جامعة وهران كلية العلوم الانسانية والحضارة الاسلامية،2009-2010م .

 

Comments ( 0 )

No comment