الشهيد عيسى حميدي المعروف بالمعتوقي (1913-1962م).

مولده وتعلمه:

ولد العلامة سي عيسى حميدي  المعروف بالمعتوقي عام 1913م بقرية المعاتيق المتواجدة ببلدية أولاد عدي لقبالة دائرة أولاددراج، في وسط عائلة محافظة لها مكانتها الأدبية والاجتماعية بالمنطقة.

بدأ مشواره الدراسي مبكرا، زاول قراءة القرآن الكريم بقريته، ثم أرسله أبوه لمدينة سطيف للالتحاق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية، وبعد مدة من الزمن أرسله أبوه الى زاوية تازمالت ليكمل حفظه للقرآن الكريم وليطلع أكثر على علوم الشريعة واللغة، وبعد مدة قاربت أربع سنوات مكثها بتازمالت حوله أبوهالى الزاوية العثمانية بطولقة، كان ذلك سنة 1929م

في سنة 1932م أرسله والده الى مدينة قسنطينة ليلتحق بمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، سافر بعدها الى تونس ليلتحق بجامع الزيتونة، الذي عاد منه عام 1942م . ليستقر بموطنه الأصلي الحضنة .

نشاطه قبل الثورة :

إن فترة تنقله بين مختلف مناطق الوطن وكذا تونس من أجل طلب العلم أكسبته علاقات واسعة مع الشبان الجزائريين من مختلف مدن الشرق الجزائري والاحتكاك بهم، حيث تفتحت عيناه على حقائق الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الجزائري في ظل الاستعمار الفرنسي.

كان معروف في منطقة الحضنة بسعة أفقه وغزارة علمه، حتى لقب بمفتي الحضنة، فقد كان خلال جلساته ورحلاته ولقاءاته مع المواطنين يقوم بتوعيتهم ونفض غبار الجهلعنهم، وتعليمهم أحكام الدين في الكثير من القضايا المتعلقة بحياتهم وشؤون دينهم، ولقد كان يكتب في جريدة البصائر في سلسلتها الثانية عدة مقالات، ويرسل الى الجريدة العديد من الفتاوى،و يحث الناس على اقتناء البصائر ومطالعتها.

كما كان له دور في إقامة فرع  لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمنطقة أولاد حناش، وافتتاح مدرسة تابعة لجمعية العلماء لأولاد المنطقة، انخرط في حزب الشعب سنة 1943م، وفي صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وفي سنة 1944م استدعي لآداء الخدمة العسكرية الاجبارية.

في سنة 1946م انتقل إلى بسكرة للعمل بزواياها كمدرس، نال إعجاب الشباب بفصاحته وحيويته، ليدخل المنظمة السرية في فيفري 1947م، التي أصبحت فيما بعد النواة الأساسية لثورة أول نوفمبر 1954م

إلتحاقه بالثورة التحريرية:

التحق بصفوف الثورة التحريرية عام 1955م، حيث عمل مع مختلف قادتها بالمنطقة الأولى – الأوراس- بصفته قاضيا للمنطقة الأولى باتنة، عين التوتة،سطيف، بريكة.

وخلال هذه المهمة تولى الإشراف على تطبيق الشعائر الدينية، وفض النزاعات والخلافات والبت فيها، كما شجع الناس على بناء المساجد وتعليم الصبيان، ومن بين المساجد التي شارك في افتتاحها مسجد الشهيد أحمد بركات بقرية حمريط من عرش البراكتية بلدية أولاددراج، كما تولى الاشراف على قضايا الأحوال الشخصية من زواج وطلاق ونفقة وحضانة وغيرها، ضف إلى ذلك أنه  لم يتوانى في إعطاء دروس وتوجيهات ليس للمواطنين فقط بل لأعضاء كتائب جيش التحرير الوطني لحثهم على الجهاد والتمسكبالأخلاق الاسلامية والصفات الفاضلة، وبحكم عضويته في جيش التحرير، شارك في عدة معارك واشتباكات أبلى فيها بلاء حسنا.

استشهاده:

استشهد في معركة بالحضنة نواحي بريكة في 13 مارس 1962م.

المراجع المعتمدة:

- خميسي سعدي: مقال شخصيتا عيسى المعتوقي ومحمد العدوي ودورهما في نشر العلم والوعي ومساهمتهما في ثورة التحرير الوطني، ملتقى وطني تاريخ وأعلام منطقة الحضنة.

- قسمة المجاهدين أولاد عدي لقبالة .

Comments ( 0 )

No comment