معركة جبل ثامر بسيدي امحمد ولاية المسيلة 29 مارس 1959م

ميدان المعركة:

جبل ثامر هو جبل متوسط الارتفاع خال من النباتات باستثناء بعض شجيرات الحلفاء المنتشرة، هنا وهناك يقع إقليميا في تراب بلدية سيدي امحمد دائرة عين الملح ولاية المسيلة.

الظروف الممهدة للمعركة:

اتفق قادة ولايات الداخل في الاجتماع الذي انعقد بين 8 إلى 12 ديسمبر 1958م بأولاد عسكر بجبال القل بالولاية الثانية التاريخية، على تبليغ انشغالات قيادة الداخل إلى القيادة بتونس، وعلى هذا الأساس تنقل العقيد عميروش من الولاية الثالثة إلى الولاية السادسة، حيث كان في استقباله العقيد سي الحواس، وعقدا العزم على السفر إلى تونس للقيام بالمهمة التي كلفوا بها.

وبداية من ليلة 29 مارس 1959م كانا القائدين بجبل الميمونة حيث يتمركز جيش التحرير...وبعد استراحة قصيرة انطلقا القائدان ومعهما أعضاء القيادة وإطارات الولاية السادسة والثالثة باتجاه جبل بوكحيل، وكانت ترافقهم في رحلتهم هذه دورية للحراسة، إلا أن سرعة فرقة القيادة التي كانت تمتطي الخيول والبغال مكنتها من قطع مرحلتين في رحلة واحدة، مما أدى إلى تأخر فرقة الحراسة.

وقوع المعركة وسيرها:

وصل القائدان مع مرافقيهم من الإطارات إلى جبل ثامر مع طلوع الشمس، وفي حدود الساعة السادسة والنصف إلى السابعة تم اكتشافهم من طرف العدو الذي فاجأهم بأسراب من الطائرات التي أغارت عليهم في منطقة جرداء عارية غير صالحة للقتال، حيث استمرت في قنبلة ميدان المعركة إلى حدود الساعة التاسعة صباحا أسقط خلالها المجاهدون  طائرتين حربيتين، مما دفع قوات العدو بقصف المكان بالمدفعية .

وبينما كانت المدفعية تسلط قصفها الشديد على المنطقة كانت القوات البرية مدعمة بالآليات والسيارات المصفحة تتقدم لمحاصرة المجاهدين من كل الجهات في محاولة لأسرهم  أحياء، وفي حدود الساعة التاسعة والنصف بدأ القتال مع جنود العدو حيث استطاع المجاهدون القضاء على عدد كبير بين قتيل وجريح، واستمروا على هذه الصورة إلى غاية الساعة

الحادية عشر، أين تراجعت قوات العدو إلى الوراء قليلا بعد أسرها لأحد الضباط المجروحين.

وبدلا من تقديم الإسعافات له،  سلطت عليه أشد العذاب، حيث تعرض للكي بالكهرباء، الأمر الذي جعله يفوه بدون وعي بمعلومات كشف فيها للعدو عن هوية الضباط المحاصرين وعددهم، و على إثر ذلك قام قائد قوات العدو بإبلاغ القيادة العامة عن محاصرة العقيدين، فأمدته على الفور بقوات إضافية نقلت على وجه السرعة إلى ميدان القتال بواسطة الطائرات العمودية وهي مكونة من اللفيف الأجنبي، وقد تم إنزالهم على قمم الجبال المجاورة لجبل ثامر، متقدمين  صفا واحد  نحو المجاهدين محاولين إلقاء القبض عليهم أحياء، غير أنهم جوبهوا بكل قوة وبأس  وثبات من طرف المجاهدين، إلى أن توقف القتال نهائيا.

نتائج المعركة:

استشهاد العقيدين " سي الحواس" و" سي عميروش" وجل أفراد القيادة المقدر عددهم بـ 48 فردا ، كما أسر الرائد " عمر إدريس " بعد إصابته بجروح بليغة وتم نقله إلى مدينة بوسعادة ومنها إلى الجلفة حيث استشهد تحت الاستنطاق. بالإضافة إلى ثلاث (03) مجاهدين آخرين أسروا، ونجى ثلاثة (03) أخرون

المراجع المعتمدة:

- مجلة أول نوفمبر الأعداد 76 و97ص86، العدد 21 ص39، العدد 35 ص39.

- طيهار وفاء، التنظيم السياسي والعسكري للولاية السادسة مذكرة .

Comments ( 0 )

No comment