معركة جبل القادوس 24 نوفمبر 1916م

الموقع الجغرافي:

جرت وقائعها بتاريخ 24 نوفمبر 1916م، بجبل القادوس، الذي يقع ضمن سلسلة جبال الناظور الجبل في عمومه متوسط الارتفاع مغطى بالأشجار كما تتخلله أراضي زراعية واعتبارا لهذه المميزات عمد جيش التحرير منذ انطلاق الثورة بالتمركز فيه وإقامة مراكز عبر أطرافه للانطلاق منها إلى الجهات المجاورة، وكانت المنطقة أيام الثورة تقع ضمن المنطقة الأولى للولاية الخامسة.

ظروف المعركة:

جرت المعركة يوم 24 نوفمبر 1956م، وجاءت كرد فعل من جيش الاحتلال  على إقدام فوجين من جيش التحرير الوطني بنحو 30 عنصر بقيادة شوارني بومدين وبمساعدة المجاهد ميلودي المدعو(تونسي) على تنفيذ عمليات ضرب منشآت استعمارية ( مزارع، أسلاك الهاتف، مراكز عسكرية).

سبق المعركة عمليات مراقبة واستطلاع من طرف الجيش الفرنسي، وفي صباح يوم 24 نوفمبر 1956م تنبه أفراد جيش التحرير لتحركات العدو بالقرب من مراكزهم بجبل القادوس، فاستعدوا ولزموا مواقعهم واتخذوا احتياطاتهم، ولقد بلغ تعدادهم آنذاك بين 22 و30 مجاهدا، أما قوات العدو تكونت من وحدات للقوات البرية تدعمها الطائرات الحربية ومجموعة من الآليات المدرعة والعربات.

مجريات المعركة:

يوم 24 نوفمبر 1956م، -كان يوم ممطرا للغاية- صباحا رصدت نقاط الحراسة تحركات العدو فب المناطق المحيطة، وبعد التدقيق في أمرها تبين أنها تتجه نحو الجبل من كل المساعي المحيطة به، وبطريقة مفاجئة بدأ جيش التحرير القتال بعد أن تحصنوا في مواقعهم وقد ساعدته في ذلك الظروف الطبيعية، حيث أحدثت نيران أسلحته هزة عنيفة في صفوف العدو وأربكته خططهم، الأمر الذي أدى إلى انسحاب العدو إلى الخلف بعد أن ترك عددا من القتلى والجرحى في ميدان المعركة، والانسحاب التكتيكي لقوات العدو كان معلوما لدى جيش التحرير، فعمل هذا الأخير على أن يكون انسحابه على نفس خط سير العدو، وهذا تجنبا للقصف المدفعي والقنابل الجوية وهذا، وقع فعلا بعد فترة وجيزة.

هذا الانسحاب الذي أعطى للعدو فرصة من أجل إعادة تنظيم صفوفه، وحاصر المنطقة حصارا محكما وأغلق كل المنافذ المؤدية من وإلى الجبل، فلم تتمكن عناصر جيش التحرير، من الخروج من الحصار المحكم، خاصة وأن مسالك الانسحاب كانت عارية مما ساعد العدو في رصد الجنود وألحق بهم إصابات مميتة، وبقي القتال على هذه الوتيرة حتى حلول الليل الأمر الذي أفسح المجال للثوار بالانسحاب باتجاه الجنوب.

نتائج المعركة:

أسفرت المعركة التي عرفها جبل القادوس في هذا اليوم المشهود على نتائج كبيرة بين قتلى وجرحى لكلا الطرفين، حيث استشهد خلال هذه المعركة 14 مجاهدا أما في صفوف قوات العدو فكانت خسائر كبيرة. 

المرجع المعتمد:

- صليحة بورقبة: معارك ثورة التحرير في الولاية الخامسة التاريخية 1954-1962، قسم التاريخ، كلية الآداب والعلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية، جامعة ابو بكر بلقايد، تلمسان، 2006-2007.

Comments ( 0 )

No comment