معركـــــة جبـــــل زكـــــري ندرومـة ولايـة تلمسـان 07 نوفمبـر 1955م

ظروف المعركة:

جرت أحداث وقائع هذه المعركة في صبيحة اليوم السابع من شهر نوفمبر 1955 بمنطقة جبل زكري جبالة بالولاية الخامسة المنطقة الثانية، وهو موقع حصين ساعد المجاهدين على تحقيق الانتصار، وسبب تواجد المجاهدين في هذه المنطقة كما يقول المجاهد لخضري عبد القادر شيخ بلدية جبالة يعود إلى:

- بعد كل عملية تخريبية يقوم بها المجاهدون يلجؤون إلى أحد الجبال للاختباء فيه، وهذا ما حدث في جبل زكري فبعد أن قام المجاهدون بمجموعة من التخريبات لمزارع المنطقة كان آخرها مزرعة فيليمو قرب ندرومة لجأوا إلى جبل زكري وتمركزوا فيه، غير أنه بعد يومين تمت عملية الوشاية بهم من طرف أحد السكان المحليين يدعى ولد لصقع، بيد أن الرائد سي رشيد يروي ذكرياته عن هذا اليوم فيقول:" ولم يمض يومين عن عملية تخريب مزرعة فيليمو حتى تلقينا امرا بضرورة مغادرة المكان والبحث عن مكان ىخر يكون أكثر أمنا لأنها منطقة مشكوك فيها وقد اغتنمنا فرصة تواجدنا بالمنطقة فعقدنا اجتماعا مع المسؤولين السياسيين والعسكريين بجبل ضماي بالناحية، وقد حضر هذا الاجتماع كل من الرائد سي رشيد الرائد حنصالي وابن علال وبوشاكور وذلك لدراسة أمور تتعلق بالثورة، وتم ضبط الاوضاع بدقة لتكثيف العمليات ضد التواجد الاستعماري، وبعد النتهاء من الاجتماع انقسمنا إلى مجموعتين وغادرنا المكان نحو دوار مسيقة حيث بقينا بقية الليلة هناك، وبمجرد وصولنا إلى الدوار اقمنا نقاط الحراسة حتى لا نتفاجأ بالعدو".

مجريات وأحداث المعركة:

وفي الربع الأخير من الليلة بدأت تحركات العدو في المراكز القريبة، وقبل فجر يوم صبيحة اليوم السابع من شهر نوفمبر 1955 كان العدو قد أتم عملية التطويق والحصار، وقد شمل هذا الحصار من واد الزلامط إلى مغنية ومنها إلى باب تازا بجبالة واكتملت الحلقة نهائيا بناحية ندرومة، وبذلك أصبح التطويق على شكل حلقة دائرية، وبعد طلوع الشمس تحركت قوات العدو، فعندما تم اقتحام المنطقة اتبع المجاهدون والبالغ عددهم 50 مجاهدا اسلوب الجماعات الصغيرة وتوزعوا في نقاط متفرقة واتبعوا اسلوب التمويه ثم المباغتة لإنزال أكبر قدر من الخسائر في صفوف قوات العدو.

بعد أن التجأ احد المجاهدين إلى احد منازل القرية التي اراد سكان القرية خداع جيش العدو وتمويهه، لكن اصرار هذا الأخير على تفتيش المنازل أجبر المجاهدين على اطلاق النار على الجنود الفرنسيين، فأوقعوا في صفوفهم العديد من الجرحى والقتلى، واستمرت عمليات القتال إلى بقية مجموعات جيش التحرير الأخرى.

نتائج المعركة:

حقق المجاهدون في هذه المعركة انتصارات كبيرة، أما الخسائر في صفوف المجاهدين فهي على الارجح 25 شهيدا وإصابة 09 منهم بجروح متفاوتة الخطورة وأسر نحو 13 مجاهدا، وكانت الخسائر فادحة في صوف الجيش الفرنسي.

المراجــــــــــــع المعتمدة:

- صليحة بورقبة: معارك ثورة التحرير في الولاية الخامسة التاريخية.

- عبد الرزاق نجار: جيش التحرير الوطني على الحدود الغربية.

Comments ( 0 )

No comment